التحرش الجنسي في الدول العربية
عند الحديث عن مثل هذه الأمور، نجد شحاً في المعلومات وتكتماً على حقائق كثيرة، حيث لا يتم بحثها بشفافية، وقد نجد فرقاً بين مجتمع وآخر في طرح هذه القضية على الملأ وتناولها بالأرقام والإحصاءات.
من جهة أخرى فإن كثيراً من اللاتي مررن بهذه التجربة لا يتحدثن عنها، والقليلات جداً من يتجرأن بالكشف عنها لأسباب عدة كالخوف من الفضيحة، وحساسية وضع المرأة في المجتمع العربي، وعدم إمكانية إثبات حدوث التحرش.
ولا نعجب أن تصمت مجتمعاتنا العربية عن الحديث في مثل هذه القضية، إذا كانت نساء الغرب تعمد إلى ذلك ففي دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد تقول إن عدد اللاتي يتجرأن على التقدم بشكوى لا يتجاوز الــ 25% من مجموع حالات التحرش.
وتأتي حوادث التحرش الجنسي في المرتبة الثالثة من حوادث الاعتداء الأخلاقي في الدول العربية من حيث العدد, حيث كشفت تقارير رسمية عن ضبطها 10112 متهما في 8032 حادثة تحرش بتهمة معاكسة النساء، 8192 من المتهمين من البالغين و1104 من الأحداث.
وتعد مواقف المدارس والشوارع المحيطة بها من أكثر المناطق التي تكثر فيها حوادث التحرش غير الأخلاقي بالفتيات، عن طريق إطلاق الكلمات الساقطة عليهن وتصويرهن بكاميرا الجوال لمحاولة استفزازهن من مجموعة من الشباب الذين يستقلون السيارات, وتتكرر هذه المواقف بشكل يومي، الأمر الذي يكسر في نفس الفتاة أو المرأة الإحساس بالأمان، حيث لا يستطعن ذكر ذلك لأهاليهن لئلا يتعرضن للملامة والشك في أخلاقهن, وكأنما الفتاة أو المرأة أصبحت المسؤولة الأولى والأخيرة عن أخطائها وأخطاء غيرها.. وفي ذلك ظلم لها