التواصل الروحى بین الاشخاص
, كیفیة التخاطر ذھنیا مع من ترید
عملیة التخاطر , إنتقال الأفكار بین الأشخاص , التخاطر عن بعد , التواصل اللامحسوس
الاتصال الروحى
الحمد لمن خلق الإنسان وأوجد فیھ ما یدل على عظمتھ وقدرتھ والصلاة والسلام على رسولِ
.. لله صلى لله علیھ وعلى آلھ وسلم تسلیماً كثیرا وبعد
قال لله تعالى متحدثا عن وجوب التأمل في النفس البشریة وما أودعھ لله تعالى فیھا من
قدرات : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) ،فكم ھو رائع بحق الغوص في تفاصیلھا لنتعرف على
الطاقات الكامنة فیھا، ومن ھذه الطاقات ما یسمى بالتخاطر عن بعد أو الاتصال الروحي ، فكم
مرة فكر أحدنا بشخص ما ثم سمع ھاتفھ یرن وإذ بھذا الشخص الذي فكر بھ ھو المتصل؟ كم
مرة خطر ببالنا شخص فإذا بنا نلتقیھ بعد لحظات ؟فعالم التخاطر أو الاتصال الروحي عالم
غریب بحق ، فھنالك من تأتیھ ھذة المقدرة بسھولة ،وھنالك من یصل إلى البدایة فقط ثم لا
.یستطیع أن یكمل، كل ذلك مرتبط بالصفاء الروحي والإیمان بوجود ھذه القدرات
في ھذا المقال سوف أعرض لمعنى الاتصال الروحي أو التخاطر عن بعد ثم أتطرق للحدیث
عن أسس التخاطر العلمیة ثم لمحات من ھذا الاتصال الروحي خلال التاریخ أستعرض فیھا
بعض الوقائع التي حدثت خلال التاریخ والتي تدلل على وجود ھذا النوع من الاتصال بین
البشر ,ثم أتعرض للحدیث عن بعض الظروف والعوامل ,التي قد ,تساعد على التواصل ثم
. أخیرا تمرین على الاتصال الروحي
مفھوم الاتصال الروحي( التخاطر عن بعد ,Telepathiea ,):
ھو مصطلح صاغھ فریدرك مایرز وھو عبارة عن إنتقال الأفكار بین الأشخاص من دون
وجود حاجة إلى وسیط فھو نوع من الاتصال العقلي عند البشر بصورة غیر مادیة ملموسة
بین شخصین بحیث یستقبل كل منھما رسالة الآخر العقلیة في نفس الوقت الذي یرسلھا إلیھ
الآخر مھما بعدت أماكن تواجدھما، وھو یدخل ضمن ( علم نفس الخوارق ) الذي یقول إن
ھذا الأمر ممكن الحدوث فالعقل یمكن أن یتصل بعقل آخر دون وساطة مادیة ، كما یمكنھ أیضا
أن یتخطى المسافات الشاسعة وكذلك بإمكانھ أن یتصل بمخلوقات أخرى ویشعر بھا دون
وسیط مادي كما ھو الحال مع سیدنا سلیمان علیھ السلام في مواقفة مع النمل التي ذكرت في
القرآن الكریم . إن كلمة Telepathiea, منقسمة إلى شقین الشق الأول (tele) وتعنى
المسافة و الشق الثاني (patheia) تعني أن تكون تحت تأثیر وإذا جمعناھما معا سوف
تصبح التأثیر من على بعد.فالتخاطر ھو أحد مظاھر الحاسة السادسة أو الإدراك فوق
.الحسي،وللحاسة السادسة مظاھر أخرى مثل الاستبصار،والمعرفة المسبقة
:العالم الحسي والعالم الروحي
یعیش الإنسان في عالمین ، العالم الحسي والعالم الروحي ،فالعالم الحسي تسیطر علیھ
الإدراكات الحسیة ، كالسمع والبصر والذوق واللمس والشم ،أما العالم الآخر فھو العالم
الروحي أو عالم اللاوّعي،فتسیطر علیھ أبجدیات غیر معروفة ویتخبط العلماء في فك رموزھا،
وكلا العالمین یعیشان جنبا إلى جنب في حیاة الناس ویطغى بعضھما على بعض حسب طبیعة
الشخص ومقدراتھ الروحیة والحسیة، وطبیعة البیئة التي یعیش فیھا والعوامل المؤثرة التي
یخضع لتأثیراتھا، فالتواصل مع الآخرین عن طریق التخاطر، یحدث عندما یھیمن عالم
الاستشفاف على عالم الحس، (أي انخفاض قدرات عالم الحس وانكفاءه)، ولا علاقة بین
. القدرة اللاحسیة من جھة والذكاء وبین الأمور الغیبیة من جھة أخرى
:أسس التخاطر( الاتصال الروحي ) العلمیة
تعد ظاھرة التخاطر من أقدم القدرات الإنسانیة الخارقة التي عرفھا الإنسان والتي یعزى إلیھا
طریقة الاتصال بین بني البشر في العصور القدیمة كما یرى بعض المھتمون. ونتیجة
للتطورات العلمیة الحدیثة والابتكارات البشریة ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدتھ قدرتھ
على الاتصال العقلي والروحي بالكیفیة التي كان علیھا من قبل وأصبح التخاطر ظاھرة نراھا
بصورة عارضة.في عام 1862 م إبتكر میرس مصطلحا تقنیا ھو التلیباثي Telepathy
كعنوان للدراسات التي تبحث في ظواھر التراسل العقلي، وقد أثبت العلم الحدیث نشاطات
عدیدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة في الماضي القریب، ومن ھذه النشاطات الأثر
الكھرومغناطیسي للنشاط الكھربي لعقل الإنسان، فإن خلایا المخ عند الإنسان والتي تعد
بالملایین تقوم بعدة مھام عن طریق إرسال الإشارات الكھربائیة فیما بینھا، وھذه الإشارات
بدورھا تكون بمثابة الأمر المُرْسَل من مراكز المخ المختلفة المسئولة عن تحریك الأعضاء
والإحساس والقیام بتوصیل المعلومات من الحواس إلى مراكز المخ والعكس، فتقوم بتوصیل
.الأوامر من المخ إلى الأعضاء من خلال الأعصاب
وھذا النشاط الكھربي مھما كانت درجة ضعفھ فإنھ یولد نوعاً من الطاقة الكھرومغناطیسیة
یمكن رصدھا بالعدید من الأجھزة المعدة لذلك بل وتصویرھا بالموجات شدیدة الصغر في شكل
ھالة ضوئیة حول الإنسان لھا مدى معین ولون طیفي یمیز ھذه الھالة من شخص إلى آخر
ومن حالة إلى حالة لنفس الإنسان . ومما لا شك فیھ إن الھالة الضوئیة غیر المرئیة ھي
ولیدة نشاط المراكز العدیدة في المخ من مراكز الحواس إلى الذاكرة إلى الاتزان. لذا فإن كل
العملیات العقلیة التي تمارسھا ھذه المراكز المخیة یكون لھا قدر معین من الطاقة كأثر للنشاط
الكھربي المبذول فیھا، والمقصود أنھ من الممكن أن یثبت معملیاً أن النشاط الذھني الذي
یستغرقھ المخ في إجراء عملیة حسابیة معینة یصدر عنھ قدر من الطاقة الكھرومغناطیسیة
. یساوي نفس القدر الصادر عند إجراء نفس ھذه العملیة الحسابیة مرة أخرى
إن جمیع العملیات التي یقوم بھا عقل الإنسان یصدر عنھا كمیة معینة من الطاقة یمكن
تمییزھا عن غیرھا بالقدر التي تسمح بھ إمكانیات الأجھزة المستعملة حالی اً. والأمر كذلك
یمكن تمثیلھ بجھاز یقوم بإرسال إشارات كھرومغناطیسیة لھا مدلول معین یقوم جھاز آخر
باستقبال ھذه الإشارات وحل شفرتھا ومعرفة مدلولھا. وجھاز الإستقبال ھذا ھو عقل الإنسان
الآخر الذي وھبھ لله القدرة على الشعور بھذه الموجات واستقبالھا وترجمتھا عقلیاً إلى
الأفكار التي ترد في عقل الأول، فالتخاطر الذھني ھو عبارة عن إرسال والتقاط الموجات
الكھرومغناطیسیة بین الأفراد أو ھو عبارة عن موجات فكریة تنبعث من الأدمغة المختلفة
.لتتواصل
إن الدماغ البشري یصدر أشعة بیتا في حالة الاستیقاظ كما یصدر أشعة ألفا في حالة التأمل
وأشعة ثیتا في حالة الاسترخاء وأشعة دلتا أثناء النوم العمیق،فالتخاطر یتم من دون قصد
نتیجة الإیحاءات والتفكیر القوي.ولكن مع التطورات العلمیة وكثرة الأشعة التي تصطدم
.بأجسامنا ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدتھ قدرتھ على التخاطر إلى حد كبیر
: التخاطر عبر التاریخ
ذكر ابن خلدون في مقدمتھ بعض الكرامات التي یمنحھا لله لبعض عباده لغرض لا یعلمھ إلا
ھو. والإنسان, یعیش على ھذا الكوكب منذ زمن طویل ،ومن المؤكد إنھ طور قدرات لتساعده
في البقاء والمحافظة على نسلھ، وخلال الثلاثة آلاف سنة الأخیرة لم تعد الحاجة لھا مع ظھور
الحضارة بانتشار الدیانات السماویة، لكن تلك القدرات بقیت مدفونة. وھي ما زالت موجودة
عند البدو الرحل بما یعرف ب قص الأثر الذي یمكنھم من البحث عن الناس المفقودین في
.الصحراء. وكل إنسان لھ من القدرات المدفونة التي تظھر عند اقتراب الخطر
ومن الحوادث التاریخیة التي اشتھرت عن التخاطر الحادثة التي وقعت حوالي عام 645
میلادیة ( 23 ھ) أثناء خلافة أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب (رضي لله عنھ). وتعتبر ھذه
الحادثة المشھورة في یومنا مثالا تاریخیاً عن القدرة على التخاطر. وھي مایعرف واشتھر
."بحادثة "ساریة الجبل
كان ساریة بن زُنَیم بن عبد لله الدؤلي أحد قادة جیوش المسلمین في فتوحات بلاد الفرس
سنة 645 م/ 23 ھ,،وبینما كان یقاتل المشركین على أبواب نھاوند في بلاد الفرس تكاثر علیھ
الأعداء.وفي نفس الیوم كان الخلیفة عمر بن الخطاب یخطب یوم الجمعة على منبر رسول لله
(صلى لله علیھ وسلم) في المدینة، فإذا بعمر رضي لله عنھ ینادي بأعلى صوتھ أثناء خطبتھ:
"یا ساریة الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم"،وبعد انتھاء الخطبة تقدم الناس
نحو عمر وسألوه عن ھذا الكلام فقال: "ولله ماألقیت لھ بالا ،ً شيءٌ أتى على لساني."ثم قالوا
لعلي بن أبي طالب رضي لله عنھ وكان حاضر اً: "ما ھذا الذي یقولھ أمیر المؤمنین ؟ وأین
ساریة منّا الآن ؟!"فقال: "ویحكم! دعوا عمر فإنھ ما دخل في أمر إلا خرج منھ".ثم ما لبث
أن تبینت القصة فیما بعد، فقد قدم ساریة على عمر رضي لله عنھ في المدینة فقال: "یا أمیر
المؤمنین, تكاثر العدو على جنود المسلمین وأصبحنا في خطر عظیم، فسمعت صوتاً ینادي:
"یا ساریة الجبل، الجبل ، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم", عندئذ التجأت بأصحابي إلى
سفح جبل واتخذت ذروتھ درءاً لنا یحمي مؤخرة الجیش، وواجھنا الفرس من جھة واحدة،
."فما كانت إلا ساعة حتى فتح لله علینا وانتصرنا علیھم
مما ینبغي الإشارة إلیھ أن التخاطر وإن كان ظاھرة عقلیة تعتمد على استقبال وتحلیل الطاقة
الكھرومغناطیسیة واستقبال الموجات والترددات الصادرة من العقل البشري وتحلیلھا، فإن
ذلك وحدة لا یكفي للقیام بمثل تلك الظاھرة التي مر بھا عمر بن الخطاب دون وجود قوة
معاونة ذات قدرات ممیزة. ونقصد بالقوة المعاونة الروح البشریة ،إنھا تنتقل إلى أماكن بعیدة
وعوالم مختلفة،وھو ما نلاحظھ في أحلامنا وأحلام الآخرین من نشاط روحي یتم فیھ الاتصال
بأرواح الموتى والحدیث معھم في عالمھم والإنتقال إلى أماكن بعیدة أو رؤیة من نحب في بلاد
.أخرى
في فترة الاتحاد السوفیتي سخّرت الدولة الشیوعیة الكثیر من المقدرات المالیة والبشریة
لإثبات القدرات العقلیة غیر الطبیعیة.وقد كان یتم تبادل الرسائل عن طریق التخاطر بین
موسكو ولیننجراد ففي لیننجراد كان باستطاعة(نیكالیف) المثبت على جھاز رسم المخ
الكھربائي أن یرسل نبضات مخھ إلى مسافة أكثر من 550 كیلو متر بعیدا عن موسكو وكان
باستطاعة المرسل (كامینسكي) أن یرسل رسائل بطریقة كود مورس على ھیئة نبضات
تخاطریة وطاقة نفسیة عاطفیة فقد أمكنھ أن یرسل لنیكالیف نبضات في ظرف 15 ثانیة على
ھیئة نقاط وأن یرسل شرطة في خلال 45 ثانیة وقد تحقق من إرسال واستقبال النبضات من
عقل كامیني إلى عقل نیكالیف بواسطة جھاز رسم المخ المثبت في كل منھما كمرسل ومستقبل
.
في كتاب صدر عام 1898 م أي قبل غرق سفینة تیتانك ( 1912 م) ,بأربعة عشر عاماً
أطلق علیھ مؤلفھ مورغان روبرتسون اسم "حطام تیتان". أورد المؤلف تفاصیل عجیبة عن
غرق سفینة ضخمة بعد ارتطامھا بجبل جلیدي.لیس التشابھ في الاسم والمصیر فحسب، بل
لقد أدرج المؤلف وصفاً دقیقاً للسفینة: حجمھا ،طولھا ،اتساعھا وعدد ركابھا تقریبي
والعدد المحدود من قوارب النجاة التي على متنھا. بل تعداھا إلى وصف حالات الذعر التي
دبّت بین الركاب وھم یواجھون حتفھم غرق اً. حتى أصوات التحذیر التي تعالت: جبل الثلج,
جبل الثلج, نحن مقتربون من جبل الثلج،إلى وصف صوت ارتطام السفینة المخیف،وحتى
.مواقع الاصطدام ومكانھ تكاد تتشابھ
وقد أورد الدكتور ماھر یسري في كتابھ الحاسة السادسة أنھ عندما أطلق صاروخ الفضاء
الذي حط على القمر وكان یقوده (الدرین ) حدث أن ھبط الصاروخ( القمر الصناعي ) على
فوھة بركان على سطح القمر . وعندما حاول مركز المتابعة والتحكم في القاعدة أن یتصل
بقائد الصاروخ ، وجد أن الاتصالات مقطوعة وكذلك لم یستطیعوا أن یتحكموا في الصاروخ
من على الأرض إلا أن أحد المسئولین لفت نظرھم إلى أن ( الدرین ) لدیة قدرات على
التخاطر عن بعد وعلى الفور تم الاتصال بھ بواسطة شخص آخر في القاعدة یمتاز بھذه
القدرات وتم الاتصال وطلب منھ أن یدیر الصاروخ یدویا ویبتعد عن حافة البركان ،وبالفعل
حدث ھذا وأ نُقذ ( الدرین ) والصاروخ بموھبة التخاطر عن بعد أو الاتصال الروحي وھذه
الحادثة مسجلة في سجلات أبحاث الفضاء الأمریكیة بقاعدة كیب كانیفرال ( كیب كندي
. )الأمریكیة
والآن یوجد في العالم العدید من الكلیات والجامعات التي تعنى بدراسة ھذه الظاھرة
والأشخاص الذین یتمتعون بھا, لمحاولة تفسیرھا ,والاستفادة منھا ، بل لقد اتجھوا لدراسة
. ھذة المقدرة عند الحیوانات أیضا
:الظروف التي قد تساعد على نجاح عملیة التخاطر
تآلف الأرواح ووجود الرابط الروحي: فالمحبون ھم أكثر الناس قدرة على التخاطر, وذلك *
لأن أرواحھم تتآلف كما یقول الرسول - صلى لله علیھ و سلم- : (الأرواح جنودٌ مجندة ما
تعارف منھا ائتلف و ما تناكر منھا اختلف) ،ولقد تمكن العلماء من تصویر انتقال الموجات
الكھرومغناطیسیة التي تنقل الأفكار بین شخصین في حالة حب عن طریق كامیرا خاصة
وظھر منھا أن ھالات الموجات الكھرومغناطیسیة للشخصین المحبین تتداخل حتى تبدو كھالة
.واحدة، ومن ھؤلاء المحبین : أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء الحمیمون
صفاء الذھن وھدوء الأعصاب وألا یكون الشخص في حالة غضب:فالغضب یجعل الإنسان *
یفقد السیطرة على نفسھ وعقلة فحضور العقل وھدوء الأعصاب وسكینة الروح أمور
.ضروریة لحدوث الاتصال الروحي
.اعتدال الطقس وصفاء الجو أیضا من العوامل الضروریة لحدوث عملیة التخاطر *
الاعتقاد التام بنجاح العملیة : فمن الضروري أن یؤمن الشخص بقدرتھ ویؤمن بنجاح *
.العملیة التي یقوم بھا
الشعور بالتسامح تجاه من ترید إرسال الرسالة إلیھ فصفاء النفوس من العوامل المھمة *
. لتحقیق الاتصال الروحي
تمرین للتخاطر ( الاتصال الروحي
عندما تود إرسال رسالة ذھنیة لشخص ما فعلیك إیجاد مكان ھادئ خالٍ من أي ضجیج ثم
الجلوس والاسترخاء بأي وضعیة ترید، وبعد أن تتخذ الوضعیة المناسبة التي تشعر فیھا
بالراحة قم بإغماض عینیك ثم بالتنفس العمیق لكي تعطي عقلك أكبر قدر من الطاقة وھو
الغذاء الذي یحتاجھ (( الھواء غذاء العقل )) واستمتع بتنفسك بشكل أعمق وأجمل واشعر
بتناغم الغرفة معك وتناغم الكون معك واشعر بأنك سید نفسك وسید العمل الذي تقوم بھ ،طبعا
وأنت مغمض العینین ومن ثم حاول أن تبعد فكرك عن أیة أفكار تصاحبك بحیاتك العادیة
واجعل ذھنك صافیا وھادئا ومتزنا فكر في ((لا شيء)) ،واستمر على ھذا التركیز لمدة تشعر
فیھا بالھدوء والتركیز التام ومن ثم اجعل ھدفك فقط ھو إرسال رسالة ذھنیة لشخص معین
،ومن ثم تخیل صورتھ تظھر في مخیلتك ، تخیلھا تظھر ببطئ ثم تخیل كل ملامح وجھھ ثم
تخیل كل شي فیھ وخاصة ملامح الوجھ ثم اشعر بشعور جمیل واشعر بأنھ أمامك بالفعل وأنك
تشعر بوجوده ثم ابدأ الرسالة، حاول أن تخاطبھ بالذي ترید ، مثلا قل لھ إنك ترید منھ أن
یتصل بك في الحال أو أنك مشتاق لھ أو أخبره بأي أمر تود إخباره إیاه، وأخیرا وقبل كل
.شيء ثق بقدراتك وأنك تستطیع فعل ذلك
: الخاتمة
وبعد ھذا العرض ندرك أن ,النفس البشریة عالم من القدرات والطاقات الكامنة إذا ما أدركھا
الإنسان فإنھ سیستفید منھا الاستفادة العظمى وبالتالي فإن عملیة الاتصال الروحي لو تمكن
الإنسان من إتقانھا بشكل دقیق فإنھا ,قد تلعب دورا كبیرا في حیاة الشعوب في السلم والحرب
وقد بدا ذلك واضحا فیما حدث في زمن عمر بن الخطاب رضي لله عنھ وكیف ساعد ذلك على
إنقاذ جیش المسلمین.إن التطورات العلمیة وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسام البشر قد
أضعفت من قدراتھم بصورة أفقدتھم ,القدرة على التخاطر إلى حد كبیر، فالاتصال الروحي
یحتاج لروح شفافة صافیة نقیة حتى یمكن تطبیقھ وأفضل الأوقات عندما یكون المستقبل نائما
لأن العقل اللاوعي یكون مھیأ للاستقبال في تلك اللحظات ، وقد قال الشاعر قدیما یصف تلك
الحالة :,,,, تحدثني أحلام المنام أني أراھم ,,,,,,فیا لیت أحلام المنام یقین
قد یكون التخاطر مجرد إیحاء وقد یكون تلباثي عبر المجال الكھربائي فھو ناتج عن إرسال
والتقاط الموجات الكھرومغناطیسیة بین الأفراد المتآلفة أرواحھم وحدیث الرسول صلى لله
علیھ وسلم أكبر دلیل على ھذا الأمر فقد قال : (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منھا ائتلف و
. ما تناكر منھا اختلف)،فعند تآلف الأرواح تصبح الفرصة لحدوث التخاطر أكبر من ذي قبل
إن ,القدرة على الاتصال الروحي قد تكون موھبة عند الإنسان یستطیع ممارستھا بسھولة وقد
یحتاج الإنسان أن یدرب نفسھ علیھا حتى یستطیع ممارستھا بكل سھولة مع مرور الوقت
وقبل ذلك علیھ أن یكون شفافا صافیا نقیا__
https://www.youtube.com/watch?v=-hRfLNfGOZk